الأحد، 4 أكتوبر 2009

المعتقدات التي تولد النجاح(3-10)

3 - أنا من يتحمل مسؤلية افعالي وتصرفاتي
غالبا ما ينظر كثير من الناس حولهم عندما يخطئون ليس للبحث عن طرق ووسائل لإصلاح ومعالجة الخطأ .و ليس كذلك للبحث عمن يساعدهم في اصلاح ومعالجة الخطأ ولكن للبحث عن شماعة لتعليق الخطأ عليه. وقد يلجأ البعض إلى التبرير ليتخلى عن مسؤليه الخطأ وتوابعة ويريح نفسه وضميرة ولكن الناجحين دائما هم من يتحملون مسؤولية تصرفاتهم . في كل الظروف ويعلنون ذلك بلا خجل .

ويروى لنا التاريخ الإسلامي قصة المرآة الغامدية التى أخطأت وذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم وأعترفت بخطأها وطلبت التطهر من الخطأ وقد كانت تعلم أن عقوبة الزنا هى الرجم حتى الموت كحد من حدود الله. هذه المرأه تحملت نتائج تصرفها وكانت حجة على من يخطئون بالليل والنهار سرا وعلانية ويتحمل غيرهم نتائج أخطائهم وتصرفاتهم – وكانت نتيجه تحملها المسؤولية ان فازت باحترام وتقدير المجتمع لها ، رغم فداحه خطأها – وبالمغفرة من الله ورضوانه وبثناء النبي عليها وشهادته لها أنها تابت توبة ولو وزعت على نساء المدينة لكفتهم .
وهذا سيدنا كعب بن مالك اعترف للنبي صلى الله عليه وسلم بخطأه ومسئوليتة عن تخلفة عن غزوة تبوك بدون عذر فقاطعة النبي صلي الله علية وسلم والمسلمون لمدة خمسون يوما حتي ضاقت علية الارض بما رحبت وضاقت علية نفسة التي بين جنبية ولكنه اعترف بالخطأ و صبر وتحمل نتيجة خطأه فكان تكريم الله له بقبول هذه التوبة المخلصة وانزل فيه قرانا يتلى الى يوم القيامة وكرمه وتاب عليه .

أعترف الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بتحملة للمسؤولية عن هزيمة 67 وأعلن امام الشعب تنحية عن الرئاسة - حتى وان كانت تمثيلية كما يقول البعض- فقد رفض الشعب وخرج في مسيرات مطالبا بعودتة رغم فداحه الجرم وكان ذلك لأنه كسب عاطفه الشعب باعلانه واعترافة بالخطأ وتحمل مسؤولية الهزيمة فاصبح بطلا وزعيما .
وكندي الرئيس الامريكي الاسبق صار محبوب وزعيما عندما تحمل المسئولية واعترف بالمسئولية عن الهزيمة في حرب خليج الخنازير ومختصر القصة .... كان كندي قد احتفظ، بعد فوزه، ب«ألن دالاس» مع أنه جمهوري على رأس السي.آي.ايه. وهو الذي كان وراء تحضير عملية «زاباتا» الشهيرة بعملية «خليج الخنازير»، ذلك أن معارضي كاسترو الكوبيين الذين جرى تدريبهم قد نزلوا إلى البر من السفن التي أقلّتهم في ذلك الخليج حيث كان بانتظارهم جنود كاسترو وألحقوا بهم هزيمة كبيرة. كان كاسترو، في واقع الأمر، على دراية مسبقة بالعملية، بل على دراية بتفاصيل خطتها وبموعدها. لقد أخطرته استخبارات الكي.جي.بي السوفييتية بذلك، كما كانت أجهزته نفسها على اطلاع فالكوبيون المعارضون، الذين كان يتم تدريبهم منذ أشهر في أميركا الوسطى، لم يحافظوا كثيرا على السر. الرئيس كندي قال بعد فشل العملية: «كم كنت غبيّا!». ولم يتردد في أن يتحمل مسؤولية الفشل شخصيا.

ان الأشخاص الناجحين فقط هم من يتحملون مسئولية تصرفاتهم ونتائج أعمالهم وان من لا يتحمل نتائج تصرفاته وافعاله هو فاشل وان كان قائدا أو زعيما.انك أنت الوحيد الذي تصنع عالمك بكل نجاحاته وإخفاقاته
وان من أفضل مقاييس قوة الشخصية أن تتحمل المسؤولية عن افعالك وتصرفاتك . وان من ليس لدية القدرة علي الاعتراف بنتائج افعاله وتصرفاتة هو في الحقيقة انسان لن يصل الي طريق النجاح .

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لاهتمامك بمثل هذه االمفاهيم
    لكن اود ان اكرر ان المشكلة ليست فى الاعتراف بالخطا ان المشكلة هى فى اتفاقنا غلى مفهوم واضح للخطا .فنحن اذ نرى غيرنا على خطا الا وهو يرانا على خطا اكبر وافدح منه .فالله سبحانه وتعالى لم يخلق خيرا محض ولا شرا محض .والدليل على ذلك حرب معاوية وعلى التى حملت لها السيوف ومات فيها المئات .اننا عندما نتبنى تخطيئ الاخرين فنحن ربما لا نرتكز على اصول ثابتة فى ذلك فيرى كل منا الخطا من وجهة نظره .حسب فهمه ووعية بما يجب ان تكون عليه الامور وحسب مكانته الادارية والقياديةحاكما كان ام محكوم او رئيس او مرؤوس فى عمل ما وربما استندفى ذلك الى الى مفاهيم قد بليت او تطورت من زمن لا يدرى بها .ان اعتراف الانسان بارتكابه كبيرة كحالة الغامدية اسهل بكثير من اعترافه بخطا ومكمن السهولة هنا هو عدم اختلاف الجميع علتى ماهية الكبيرة فهى موصفة من عند الله "ومن اصدق من الله قيلا "اما الخطا فيبقى اصعب على النفس لاننا ربما نعيش ونموت نرى غيرنا على خطا ويرانا على خطا افدح منه .لذا دعنا نعيد تعريف الخطا وفق نظام واضح على كل المستويات ونبنى قناعة به ومضاره بعدها يصلح ان نتكلم عن اهمية الاعتراف به .
    اولا واخيرا اشكر لك اثارة مثل هذه القيم التى يجب ان تسود مجتماعتنا

    ردحذف